2025-07-30 10:03:59
في قرية صغيرة تتبع مركز المحلة الكبرى بمصر، بدأت قصة نجاح استثنائية لشقيقتين مصريتين في عالم الشطرنج، حيث تمكنتا من تحقيق إنجازات غير مسبوقة على المستويين العربي والأفريقي. فكيف تحولت هواية طفولية إلى مسيرة حافلة بالألقاب؟
بداية الرحلة
لم يكن الأستاذ ناجي حامد وفا، المحامي الذي يعشق الشطرنج، يتوقع أن شغفه بهذه اللعبة سيقوده إلى تدريب ابنتيه شروق وشاهندة ليصبحا من أبرز لاعبي الشطرنج في المنطقة. بدأ الأب تدريبهما منذ الصغر، رغم عدم احترافه اللعبة، وسرعان ما ظهرت موهبتهما عندما حققتا المركز الأول في بطولة الجمهورية للناشئين، ثم توجتا بلقب بطولة العرب في نفس العام.
تحديات ونجاحات
واجهت الشقيقتان تحديات كبيرة في التوفيق بين الدراسة وممارسة الشطرنج، خاصة في المرحلة الجامعية. شروق، التي تدرس الهندسة، وشاهندة، طالبة علوم الحاسب، اضطرتا إلى ابتكار طرق ذكية لموازنة الالتزامات الأكاديمية مع التدريب اليومي الذي يستغرق 4-5 ساعات. ورغم الصعوبات، استمرتا في تحقيق الإنجازات، حيث حصلتا على ألقاب متعددة في بطولات أفريقيا والعرب، وتأهلتا لكأس العالم للشطرنج.
الشطرنج في المجتمع العربي
أكدت الشقيقتان أن الشطرنج لا يزال يعاني من قلة الاهتمام في العالم العربي، خاصة بين الفتيات، بسبب المفاهيم المجتمعية التي تعتبره لعبة “ذكورية”. ومع ذلك، لم تواجها تمييزًا سلبيًا، بل حظيتا بدعم كبير من المحيطين بهما. وأشارتا إلى أهمية تشجيع الأسر لبناتهم على ممارسة الرياضات الذهنية، التي تعزز القدرات العقلية والثقة بالنفس.
نصائح للمبتدئين
قدمت شروق وشاهندة عدة نصائح للراغبين في احتراف الشطرنج، منها:
– الممارسة المستمرة والمشاركة في البطولات.
– التركيز على دراسة نهاية الأدوار وحل الألغاز التكتيكية.
– استخدام البرامج التدريبية مثل “ChessBase” و”Chessmaster”.
– تطوير الاتزان النفسي لتحمل ضغط المنافسات.
رؤية للمستقبل
تطمح الشقيقتان إلى مواصلة تمثيل مصر في المحافل الدولية، ورفع مستوى الشطرنج في الوطن العربي. تؤكدان أن هذه اللعبة ليست مجرد تسلية، بل أداة لتنمية الذكاء والإبداع، وتستحق أن تحظى باهتمام أكبر في المنطقة.
قصة شروق وشاهندة تثبت أن الشغف والمثابرة يمكن أن يحولا الهواية إلى إنجاز عالمي، حتى في الألعاب التي لا تحظى بشعبية كبيرة في مجتمعاتنا.
