المشجعون المغاربة في فرنسا يحيون ضحايا الزلزال بمشاعر التضامن خلال مباراة ودية
2025-08-14 08:59:36
تصفيق حار، دقيقة صمت مؤثرة، تلاوة لسورة الفاتحة، وشعار "كلنا مع ضحايا الزلزال" يظهر على الشاشة الكبيرة في ملعب بولارت بمدينة لنس الفرنسية. هذه كانت أجواء المباراة الودية التي جمعت المنتخب المغربي بنظيره البوركينابي مساء الثلاثاء، والتي انتهت بفوز "أسود الأطلس" بهدف نظيف سجله لاعب وسط مرسيليا عز الدين أوناحي في الدقيقة 36.
لكن الأهداف الرياضية لم تكن وحدها ما ميّز هذا اللقاء، بل المشاعر الإنسانية والتضامن الذي أظهره الآلاف من المشجعين المغاربة المقيمين في فرنسا، الذين حوّلوا الملعب إلى مساحة للتعبير عن الوحدة الوطنية والدعم لضحايا الزلزال المدمر الذي ضرب المملكة قبل أيام.
مشاهد مؤثرة: من النشيد الوطني إلى التبرعات
منذ دخول اللاعبين أرضية الملعب، استقبلهم الجمهور بحفاوة كبيرة، حيث وقف الجميع لترديد النشيد الوطني المغربي بحماس، قبل أن تتحول الأجواء إلى وقفة صمت خُتمت بهتاف "الله أكبر". كما تمت تلاوة سورة الفاتحة ترحماً على أرواح الضحايا، في مشهد أثار مشاعر الحاضرين.
ولم تقتصر مظاهر التضامن على المشاعر فقط، بل تجاوزتها إلى أفعال ملموسة. فقد توافد المشجعون قبل المباراة لجمع التبرعات العينية والنقدية لصالح المتضررين، حيث امتلأت الشاحنات بالملابس، والأغطية، والضمادات الطبية، والأدوية، والتي ستُنقل عبر إسبانيا ثم إلى المغرب بحراً.
"نريد مساعدة إخواننا... نتقاسم معهم كل ما لدينا"
عبّر المشجعون عن مشاعرهم الصادقة تجاه ما حدث، حيث قال سعيد السعيدي (40 عاماً)، الذي ارتدى قميص المنتخب الوطني: "شكراً لفرنسا التي تقف دائماً مع المغاربة في الفرح والمحنة". وأضاف بصوت متهدّج: "أود أن أكون هناك مع أهلي، لكنني سأفعل ما بوسعي لمساعدتهم من هنا".
من جهته، أوضح إبراهيم كوجان، نائب رئيس بلدية أفيون، أن هذه المباراة تحوّلت من حدث رياضي إلى عمل تضامني، قائلاً: "هذه اللحظة كان من المفترض أن تكون احتفالية، لكنها أصبحت مناسبة لإظهار التكافل الإنساني".
عائدات المباراة لصالح المتضررين
وأعلنت الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم أن عائدات المباراة ستُوجّه بالكامل إلى الصندوق الخاص بتلقي التبرعات لمواجهة آثار الزلزال، في خطوة تهدف إلى دعم جهود الإغاثة وإعادة الإعمار.
بهذه الروح، أثبت المغاربة في الداخل والخارج أنهم "يد واحدة" في مواجهة المحن، حيث تحوّل ملعب كرة القدم إلى منصة للتضامن، تخطت حدود الرياضة لتلامس أوجاع الإنسان.
